قال القاضي أبو محمد : ولا محالة أنها كانت مع التوحيد والإيمان بمحمد ﷺ، معاص لكنها من قبيل النفاق اللغوي، وذكر الطبري عن فرقة أنها قالت : كان العهد الذي عاهد الله عليه هؤلاء المنافقون شيئاً نووه في أنفسهم ولم يتكلموا به.
قال القاضي أبو محمد : وهذا فيه نظر، وقوله :﴿ ألم يعلموا ﴾ الآية، لفظ به تعلق من قال في الآية المتقدمة إن العهد كان من المنافقين بالنية لا بالقول، وقرأ الجمهور " يعلموا " بالياء من تحت، وقرأ أبو عبد الرحمن والحسن " ألم تعلموا " بالتاء، من فوق، وهذه الآية تناسب حالهم وذلك أنها تضمنت إحاطة علم الله بهم وحصره لهم، وفيها توبيخهم على ما كانوا عليه من التحدث في نفوسهم من الاجتماع على ثلب الإسلام، وراحة بعضم مع بعض في جهة النبي ﷺ وشرعه، فهي تعم المنافقين أجمع، وقائل المقالة المذكورة ذهب إلى أنها تختص بالفرقة التي عاهدت. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾