وقال القاسمى :
﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ ﴾
أي : ما أسروه من النفاق والعزم على إخلاف ما وعدوه وما يتناجون به فيما بينهم من المطاعن في الدين ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾ أي : ما غاب عن العباد.
تنبيهات :
الأول : قال السيوطي في " لباب النقول " : أخرج الطبراني وابن مردويه وابن أبي حاتم والبيهقي في " الدلائل " بسند ضعيف عن أبي أمامة، أن ثعلبة بن حاطب قال : يا رسول الله ! ادع الله أن يرزقني مالاً. قال :< ويحك يا ثعلبة ! قليل تؤدي شكره، خير من كثير لا تطيقه >. قال : والله لئن آتاني الله مالاً لأوتين كل ذي حق حقه. فدعا له، فاتخذ غنماً، فنمت حتى ضاقت عليه أزقة المدينة، فتنحى بها، وكان يشهد الصلاة ثم يخرج إليها، ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة فتنحى بها، وكان يشهد الصلاة ثم يخرج إليها، ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة، فتنحى بها، فكان يشهد الجمعة ثم يخرج إليها، ثم نمت، فتنحى بها، فترك الجمعة والجماعات، ثم أنزل الله على رسوله :﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾، فاستعمل على الصدقات رجلين، وكتب لهما كتاباً، فأتيا ثعلبة، فأقرآه كتاب رسول الله ﷺ، فقال : انطلقا إلى الناس، فإذا فرغتم فمروا بي ففعلا، فقال : ما هذه إلا أخت الجزية، فانطلقا، فأنزل الله :﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ ﴾ إلى قوله :﴿ يَكْذِبُونَ ﴾ الحديث.