وقال عطاء بن السائب : عدن نهر في الجنة خيامه على حافتيه، وقال مقاتل والكلبي : عدن أعلى درجة في الجنة فيها عين التسنيم والجنان حولها محدقة بها وهي مغطاة من حيث خلقها الله حتى ينزلها أهلها وهم الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون ومن شاء الله وفيها قصور الدر والياقوت والذهب فتهب ريح طيبة من تحت العرش فتدخل عليهم كثبان المسك الأبيض.
قال الإمام فخر الدين الرزي : حاصل هذا الكلام أن في جنات عدن قولين :
أحدهما : أنه اسم علم لموضع معين في الجنة وهذ الأخبار والآثار تقوي هذا القول قال صاحب الكشاف وعدن علم بدليل قوله ﴿ جنات عدن التي وعد الرحمن عباده ﴾ والقول الثاني إنه صفة للجنة.
قال الأزهري : العدن مأخوذ من قولك : عدن بالمكان إذا أقام به.
يعدن عدواناً فبهذا الاشتقاق قالوا : الجنات كلها جنات عدن.
وقوله سبحانه وتعالى :﴿ ورضوان من الله أكبر ﴾ يعني أن رضوان الله الذي ينزله عليهم أكبر من كل ما سلف ذكره من نعيم الجنة ﴿ ذلك هو الفوز العظيم ﴾ إشارة إلى ما تقدم ذكره من نعيم الجنة والرضوان ( ق ).
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ( ﷺ ) قال :" إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير كله في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط بعده عليكم أبداً ". أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon