: الفرحُ بالقعودِ وكراهيةُ الجهاد ونهيُ الغير عن ذلك ﴿ لاَ تَنفِرُواْ فِى الحر ﴾ فإنه لا يستطاع شدّتُه ﴿ قُلْ ﴾ رداً عليهم وتجهيلاً لهم ﴿ نَارُ جَهَنَّمَ ﴾ التي ستدخُلونها بما فعلتم ﴿ أَشَدُّ حَرّا ﴾ مما تحذرون من الحر المعهودِ وتحذّرون الناسَ منه، فما لكم لا تحذَرونها وتعرِّضون أنفسَكم لها بإيثار القعودِ على النفير ﴿ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ اعتراضٌ تذييلىٌّ من جهته سبحانه وتعالى غيرُ داخلٍ تحت القولِ المأمور به مؤكدٌ لمضمونه وجوابُ لو إما مقدرٌ أي لو كانوا يفقهون أنها كذلك، أو كيف هي أو إنْ آل مآلُهم إليها لَما فعلوا، أو لتأثروا بهذا الإلزامِ، وإما غيرُ منويَ على أن لو لمجرد التمني المنبىء عن امتناع تحققِ مدخولِها أي لو كانوا من أهل الفَطانةِ والفِقه كما في قوله عز وجل :﴿ قُلِ انظروا مَاذَا فِى السموات والأرض وَمَا تُغْنِى الآيات والنذر عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ ﴾. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon