وقوله تعالى :﴿ قُلْ ﴾ أي : ردّاً عليهم وتجهيلاً لهم :﴿ نَارُ جَهَنَّمَ ﴾ أي : التي ستدخلونها بما فعلتم :﴿ أَشَدُّ حَرّاً ﴾ أي : مما تحذرون من الحرّ المعهود، وتحذّرون الناس منه، فما لكم لا تحذرونها، وتعرضون أنفسكم لها، بإيثار القعود على النفير.
وقوله تعالى :﴿ لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ اعتراض تذييلي من جهته تعالى، غير داخل تحت القول المأمور به، مؤكد لمضمونه.
وجواب لو إما مقدر، أي : لو كانوا يفقهون أنها كذلك، أو كيف هي، أو أن مآلهم إليها لما فعلوا ما فعلوا، أو لتأثروا بهذا الإلزام، وإما غير منويّ، على أن لو لمجرد التمني المنبئ علن امتناع تحقق مدخولها، أي : لو كانوا من أهل والفقه الفطانة، كما في قوله تعالى :﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْأياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ﴾
كذا في أبي السعود.
تنبيهان :
الأول : قال الزمخشري : قوله تعالى :﴿ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ ﴾ الخ، استجهال لهم، لأن من تصوّن من مشقة ساعة، فوقع بسبب ذلك التصون في مشقة الأبد، كان أجهل من كل جاهل. ولبعضهم :
~مسرة أحقاب تلقيت بعدها مساءة يوم، أريها شبَه الصاب
~فكيف بأن تلقي مسرة ساعة وراء تقضيها مساءةُ أحقاب
- انتهى -
أي : فهم كما قال الآخر :
كالمستجير من الرمضاء بالنار
وقال آخر :
~عمرك بالحمية أفنيته خوفاً من البارد والحار
~وكان أولى لك أن تتقي من المعاصي حَذر النار
الثاني : روى الإمام مالك والشيخان عن أبي هريرة عن النبيّ ﷺ قال :< نار بني آدم التي يوقدون بها جزء من سبعين جزءاً >، زاد الإمام أحمد :
< من نار جهنم >.
وروى الشيخان عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله ﷺ :