فصل


قال الفخر :
﴿ فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا ﴾
واعلم أنه تعالى لما بين مخازي المنافقين وسوء طريقتهم بين بعد ما عرف به الرسول أن الصلاح في أن لا يستصحبهم في غزواته، لأن خروجهم معه يوجب أنواعاً من الفساد.
فقال :﴿فَإِن رَّجَعَكَ الله إلى طَّآئِفَةٍ مِّنْهُمْ﴾ أي من المنافقين ﴿فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِىَ أَبَدًا﴾ قوله :﴿فَإِن رَّجَعَكَ الله﴾ يريد إن ردك الله إلى المدينة، ومعنى الرجع مصير الشيء إلى المكان الذي كان فيه، يقال رجعته رجعاً كقولك رددته رداً.
وقوله :﴿إلى طَائِفَةٍ مّنْهُمْ﴾ إنما خصص لأن جميع من أقام بالمدينة ما كانوا منافقين، بل كان بعضهم مخلصين معذورين.


الصفحة التالية
Icon