وقال الشيخ الشعراوى :
﴿ فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا ﴾
والله سبحانه وتعالى يوضح لرسوله ﷺ : عندما تنتهي الغزوة وتعود إلى المدينة، فهناك حكم لابد أن تطبقه مع هؤلاء المنافقين، الذي تخلفوا وفرحوا بعدم الجهاد.
وقوله :﴿ فَإِن رَّجَعَكَ ﴾ كلمة " رجع " من الأفعال، وكل فعل يجب أن يكون له فاعل ومفعول، فلا يمكن أن تقول :" ضرب محمد " ثم تسكت ؛ لأنه عليك أن تبين من المضروب. ولا يمكن أن تقول " قطف محمد "، بل لابد أن تقول ماذا قطف؟ وهكذا تحتاج إلى مفعول يقع عليه الفعل. ولكن هناك أفعالاً لا تحتاج إلى مفعول. كأن تقول :" جلس فلان " والفعل الذي يحتاج إلى مفعول اسمه " فعل مُتعَدٍّ " أما الفعل الذي لا يحتاج إلى مفعول فاسمه " فعل لازم ". إذن : فناك فعل متعد وفعل لازم.
وهنا في هذه الآية الكريمة يقول الحق سبحانه :﴿ فَإِن رَّجَعَكَ الله ﴾ والحق سبحانه هو الفاعل، والكاف في ﴿ رَّجَعَكَ ﴾ هي المفعول به. ولكن لأنها ضمير ملتصق بالفعل يتقدم المفعول على الفاعل. إذن :﴿ فَإِن رَّجَعَكَ الله ﴾ رجع فعل متعد، والفاعل لفظ الجلالة. والمفعول هو الضمير العائد على رسول الله ﷺ ؛ أي : أن الله رجعك يا محمد.
ولكن هناك آية في القرآن الكريم تقول :﴿ وَلَمَّا رَجَعَ موسى إلى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً... ﴾ [ الأعراف : ١٥٠ ]