من قولهم : فلان خالف أهل بيته إذا كان فاسداً فيهم، من قولك : خلف اللبن : أي فسد بطول المكث في السقاء.
ذكر معناه الأصمعي، وقرىء :" فاقعدوا مع الخلفين " وقال الفراء : معناه : المخالفين.
وقد أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، عن عروة أن عبد الله بن أبيّ قال : لولا أنكم تنفقون على محمد وأصحابه لانفضوا من حوله، وهو القائل :﴿ لَيُخْرِجَنَّ الأعز مِنْهَا الأذل ﴾ [ المنافقون : ٨ ] فأنزل الله :﴿ استغفر لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾ فقال النبي ﷺ :" لأزيدنّ على السبعين " فأنزل الله :﴿ سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ ﴾ [ المنافقون : ٦ ].
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، عن مجاهد نحوه.
وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس، نحوه.
وأخرج أحمد، والبخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن أبي حاتم، والنحاس، وابن حبان، وابن مردويه، وأبو نعيم في الحلية، عن ابن عباس قال : سمعت عمر يقول : لما توفي عبد الله بن أبيّ دعى رسول الله ﷺ للصلاة عليه فقام عليه، فلما وقف قلت : أعلى عدوّ الله عبد الله بن أبيّ القائل كذا وكذا، والقائل كذا وكذا؟ أعدد أيامه، ورسول الله ﷺ يتبسم حتى إذا أكثرت قال :" يا عمر أخر عني، إني قد خيرت، قد قيل لي :﴿ استغفر لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ ﴾ فلو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له، لزدت عليها " ثم صلى عليه رسول الله ﷺ ومشى معه حتى قام على قبره، حتى فرغ منه، فعجبت لي ولجرأتي على رسول الله ﷺ، والله ورسوله أعلم.


الصفحة التالية
Icon