وفي رواية أخرى فلم يصل رسول الله على أحد منهم بعد هذه الآية حتى قُبض ﷺ وإنّما صلّى عليه وأعطاه قميصه ليكفّن فيه إكراماً لابنه عبدِ الله وتأليفاً للخزرج.
وقوله :﴿ منهم ﴾ صفة ﴿ أحدٍ ﴾.
وجملة ﴿ مات ﴾ صفة ثانية ل ﴿ أحد ﴾.
ومعنى ﴿ ولا تقم على قبره ﴾ لا تقفْ عليه عند دفنه لأنّ المشاركة في دفن المسلم حقّ على المسلم على الكفاية كالصلاة عليه فتركُ النبي ﷺ الصلاة عليهم وحضور دفنهم إعلان بكفر من ترك ذلك له.
وجملة :﴿ إنهم كفروا بالله ورسوله ﴾ تعليلية ولذلك لم تعطف وقد أغنى وجود ( إنَّ ) في أولها عن فاء التفريع كما هو الاستعمال.
والفسق مراد به الكفر فالتعبير بـ ﴿ فاسقون ﴾ عوض ( كافرون ) مجرّد تفنّن.
والأحسن أن يفسّر الفسق هنا بالخروج عن الإيمان بعد التلبّس به، أي بصورة الإيمان فيكون المراد من الفسق معنى أشنعَ من الكفر.
وضمائر ﴿ إنهم كفروا وماتوا وهم فاسقون ﴾ عائد إلى ﴿ أحدٍ ﴾ لأنّه عام لكونه نكرة في سياق النهي والنهي كالنفي.
وأمّا وصفه بالإفراد في قوله ﴿ مات ﴾ فجرى على لفظ الموصوف لأنّ أصل الصفة مطابقة الموصوف. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١٠ صـ ﴾