وقال الشيخ الشعراوى :
﴿ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ﴾
وصلاة رسول الله ﷺ على ميت هي رحمة له، وغفران لذنوبه ؛ لأن الصلاة على الميت أن تطلب له الرحمة والمغفرة، وأن تطلب له من الله أن يُلحقَه بالصالحين. وإذا قال رسول الله ﷺ هذا الكلام، ودعا بهذا الدعاء، فإن دعوة رسول الله مستجابة من الله. وهكذا حرمهم الله سبحانه وتعالى من رحمة يكون الإنسان في أشد الحاجة إليها حين ينتقل من الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ.
وقول الحق لرسوله :﴿ وَلاَ تُصَلِّ على أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً ﴾ معناها نهي عن فعل لم يأت زمنه. وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَقُمْ على قَبْرِهِ ﴾ أي : لا تذهب إلى قبره وتطلب له الرحمة، ولكن الحق سبحانه وتعالى قال :﴿ وَلاَ تُصَلِّ على أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً ﴾ مع أن النهي عن المستقبل، أي : من مات بعد نزول هذه الآيات، فلماذا لم يقل الحق " يميت " أو " يموتوا " واستخدم الفعل الماضي ﴿ مَّاتَ ﴾ ؟. ونقول : لأن الموت عملية حتمية مقررة عند الله ومُقدَّرة، فموعد الموت مكتوب ومعروف عند الله، وهو شيء لا يقرره الله مستقبلاً، بمعنى أن موعد الموت لا يحدد قبل حدوث بليلة أو ليلتين، ولكن الموعد قد حُدِّد وانتهى الأمر.


الصفحة التالية
Icon