وقال السمرقندى :
﴿ استغفر لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾.
اللفظ لفظ الأمر ومعناه معنى الخبر، أي إن شئت استغفر لهم، وإن شئت فلا تستغفر لهم، يعني : للمنافقين.
﴿ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ ﴾، ثم بَيَّنَ المعنى الذي لم يغفر لهم بسببه، فقال تعالى :﴿ ذلك بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بالله وَرَسُولِهِ ﴾، يعني : في السر.
وقال قتادة ومجاهد : لما نزلت هذه الآية قال النبي ﷺ :" لأزِيدَنَّ عَلَى سَبْعِينَ " فاستغفر لهم، أكثر من سبعين مرة لعل الله يغفر لهم فأنزل الله تعالى :﴿ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ إِنَّ الله لاَ يَهْدِى القوم الفاسقين ﴾ [ المنافقون : ٦ ] ثم قال تعالى :﴿ والله لاَ يَهْدِى القوم الفاسقين ﴾، يعني : المنافقين الذين كفروا بالله ورسوله في السر، والله تعالى لا يهديهم ما داموا ثابتين على النفاق. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon