وقال أبو حيان :
وفي قوله : رضوا بأن يكونوا مع الخوالف، تهجين لهم، ومبالغة في الذم.
والخوالف : النساء قاله : الجمهور كابن عباس، ومجاهد وقتادة، وشمر بن عطية، وابن زيد، والفراء، وذلك أبلغ في الذم كما قال :
وما أدري وسوف إخال أدري...
أقوم آل حصن أم نساء
فإن تكن النساء مخبآت...
فحق لكل محصنة هداء
وقال آخر :
كتب القتل والقتال علينا...
وعلى الغانيات جر الذيول
فكونهم رضوا بأنْ يكونوا قاعدين مع النساء في المدينة أبلغ ذم لهم وتهجين، لأنهم نزلوا أنفسهم منزلة النساء العجزة اللواتي لا مدافعة عندهنّ ولا غنى.
وقال النضر بن شميل : الخوالف من لا خير فيه.
وقال النحاس : يقال للرجل الذي لا خير فيه خالفة، وهذا جمعه بحسب اللفظ، والمراد أخساء الناس وأخلافهم.
وقالت فرقة : الخوالف جمع خالف، فهو جار مجرى فوارس ونواكس وهوالك، والظاهر أن قوله : وطبع خبر من الله بما فعل بهم.
وقيل : هو استفهام أي : أو طبع على قلوبهم، فلأجل الطبع لا يفقهون ولا يتدبرون ولا يتفهمون ما في الجهاد من الفوز والسعادة، وما في التخلف من الشقاء والضلال. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon