فصل
قال الشوكانى فى الآيات السابقة :
﴿ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴾
قوله :﴿ مَّاتَ ﴾ صفة لأحد، و ﴿ أَبَدًا ﴾ ظرف لتأييد النفي.
قال الزجاج : معنى قوله :﴿ وَلاَ تَقُمْ على قَبْرِهِ ﴾ أن رسول الله ﷺ كان إذا دفن الميت وقف على قبره، ودعا له، فمنع ها هنا منه ؛ وقيل : معناه : لا تقم بمهمات إصلاح قبره، وجملة :﴿ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ ﴾ تعليل للنهي.
وإنما وصفهم بالفسق بعد وصفهم بالكفر ؛ لأن الكافر قد يكون عدلاً في دينه، والكذب، والنفاق، والخداع، والجبن، والخبث، مستقبحة في كل دين.
ثم نهى رسوله عن أن تعجبه أموالهم وأولادهم.
وهو تكرير لما سبق في هذه السورة وتقرير لمضمونه ؛ وقيل : إن الآية المتقدّمة في قوم، وهذه في آخرين.
وقيل : هذه في اليهود، والأولى : في المنافقين.
وقيل : غير ذلك.
وقد تقدّم في الآية الأولى جميع ما يحتاج إليه في تفسير هذه الآية.