وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيآءُ ﴾
في السبيل ها هنا وجهان :
أحدهما : الإنكار.
الثاني : الإثم.
وقوله تعالى :﴿ يَسْتَأْذِنُونَكَ ﴾ يعني في التخلف عن الجهاد. ﴿ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ ﴾ يعني بالمال والقدرة.
﴿ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أنهم الذراري من النساء والأطفال.
الثاني : أنهم المتخلفون بالنفاق. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ﴾
قوله في هذه الآية ﴿ إنما ﴾ ليس بحصر وإنما هي للمبالغة فيما يريد تقريره عل نحو ذلك إنما الشجاع عنترة ويقضي بذلك انَّا نجد السبيل في الشرع على غير هذه الفرقة موجوداً، و﴿ السبيل ﴾ قد توصل ب ﴿ على ﴾ و﴿ إلى ﴾ فتقول لا سبيل على فلان ولا سبيل إلى فلان غير أن وصولها ب ﴿ على ﴾ يقتضي أحياناً ضعف المتوصل إليه وقلة منعته، فلذلك حسنت في هذه الآية، وليس ذلك في إلى، ألا ترى أنك تقول فلان لا سبيل إلى الأمر ولا إلى طاعة الله ولا يحسن في شبه هذا على، و﴿ السبيل ﴾ في هذه الآية سبيل المعاقبة، وهذه الآية نزلت في المنافقين المتقدم ذكرهم عبد الله بن أبيّ والجد بن قيس ومعتب وغيرهم، وقد تقدم نظير تفسير الآية. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾