ذكر إسماعيل بن إسحاق أن الإدغام مجتنَب على قول الخليل وسيبويه، بعد أن سياق الكلام يدل على أنهم مذمومون لا عذر لهم، قال : لأنهم جاءوا ليؤذن لهم، ولو كانوا من الضعفاء والمرضى والذين لا يجدون ما ينفقون لم يحتاجوا أن يستأذنوا.
قال النحاس : وأصل المعذرة والإعذار والتعذير من شيء واحد وهو مما يصعب ويتعذر.
وقول العرب : مَن عَذِيري من فلان، معناه قد أتى أمراً عظيماً يستحقّ أن أُعاقبه عليه ولم يعلم الناس به ؛ فمن يَعذِرُني إن عاقبته.
فعلى قراءة التخفيف قال ابن عباس : هم الذين تخلفوا بعذر فأذن لهم النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقيل : هم رهط عامر بن الطُّفَيل قالوا : يا رسول الله، لو غزونا معك أغارت أعراب طَيء على حلائلنا وأولادنا ومواشينا ؛ فعذرهم النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وعلى قراءة التشديد في القول الثاني، هم قوم من غِفَار اعتذروا فلم يعذِرهم النبيّ ﷺ ؛ لعلمه أنهم غير محقِّين، والله أعلم.
وقعد قوم بغير عذر أظهروه جرأة على رسول الله ﷺ، وهم الذين أخبر الله تعالى عنهم فقال :﴿ وَقَعَدَ الذين كَذَبُواْ الله وَرَسُولَهُ ﴾ والمراد بكذبهم قولهم : إنا مؤمنون.
و"لِيُؤْذَنَ" نصب بلام كَيْ. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٨ صـ ﴾