وهذا ضرب من التقريع فيه إطماع للمغضوب عليه الطالب بأنّه أجيبت طِلبته حتى إذا تأمّل وجد ما طمع فيه قد انقلب عكس المطلوب فصار يأساً لأنهم أرادوا الإعراض عن المعاتبة بالإمساك عنها واستدامة معاملتهم معاملةَ المسلمين، فإذا بهم يواجهون بالإعراض عن مكالمتهم ومخالطتهم وذلك أشد مما حلفوا للتفادي عنه.
فهم من تأكيد الشيء بما يشبه ضدّه أو من القول بالموجَب.
وجملة :﴿ إنهم رجس ﴾ تعليل للأمر بالإعراض.
ووقوع ( إنّ ) في أولها مؤذن بمعنى التعليل.
والرجس : الخبث.
والمراد تشبيههم بالرجس في الدناءة ودنس النفوس.
فهو رجس معنوي.
كقوله :﴿ إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان ﴾ [ المائدة : ٩٠ ].
والمأوى : المصير والمرجع.
و﴿ جزاء ﴾ حال من ﴿ جهنم ﴾، أي مجازاة لهم على ما كانوا يعملون. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١٠ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon