وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنهم أهل العذر ولم يبين من هم ؛ ومما ذكرنا يعلم وقوع الاختلاف في أن هؤلاء الجائين هل كانوا صادقين في الاعتذار أم لا، وعلى القول بصدقهم يكون المراد بالموصول في قوله سبحانه :﴿ وَقَعَدَ الذين كَذَبُواْ الله وَرَسُولَهُ ﴾ غيرهم وهم أناس من الاعراب أيضاً منافقون والأولون لا نفاق فيهم، وعلى القول بكذبهم يكون المراد به الأولين، والعدول عن الإضمار إلى الإظهار إظهار لذمهم بعنوان الصلة، والكذب على الأول بإدعاء الإيمان وعلى الثاني بالاعتذار، ولعل القعود مختلف أيضاً.
وقرأ أبي ﴿ كَذَّبُواْ ﴾ بالتشديد ﴿ سَيُصِيبُ الذين كَفَرُواْ مِنْهُمْ ﴾ أي من الاعراب مطلقاً وهم منافقوهم أو من المعتذرين، ووجه التبعيض أن منهم من اعتذر لكسله لا لكفره أي سيصيب المعتذرين لكفرهم ﴿ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ وهو عذاب النار في الآخرة ولا ينافي استحقاق من تخلف لكسل، ذلك عندنا لعدم قولنا بالمفهوم ومن قال به فسر العذاب الأليم بمجموع القتل والنار والأول منتف في المؤمن المتخلف للكسل فينتفي المجموع، وقيل : المراد بالموصول المصرون على الكفر. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٠ صـ ﴾