وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ ولا على الذين إذا ما أتوك ﴾ الآية
اختلف فيمن نزلت هذه الآية فقيل نزلت في عرباض بن سارية، وقيل نزلت في عبد الله بن مغفل، وقيل في عائذ بن عمرو، وقيل في أبي موسى الأشعري ورهطه، وقيل في بني مقرن، وعلى هذا جمهور المفسرين، وقيل نزلت في سبعة نفر من بطون شتى، فهم البكاؤون وهم سالم بن عمير من بني عمرو بن عوف، وحرمي بن عمرو من بني واقف، وأبو ليلى عبد الرحمن من بني مازن بن النجار، وسليمان بن صخر من بني المعلى، وأبو رعياة عبد الرحمن بن زيد من بني حارثة وهو الذي تصدق بعرضه فقبل الله منه، وعمرو بن غنمة من بني سلمة، وعائد بن عمرو المزني، وقيل عبد الله بن عمرو المزني قال هذا كله محمد بن كعب القرظي، وقال مجاهد : البكاؤون هم بنو مكدر من مزينة.
ومعنى قوله :﴿ لتحملهم ﴾ أي على ظهر يركب ويحمل عليه الأثاث، وقال بعض الناس : إنما استحملوه النعال، ذكره النقاش عن الحسن بن صالح، وهذا بعيد شاذ، والعامل في ﴿ إذا ﴾ يحتمل أن يكون ﴿ قلت ﴾، ويكون قوله ﴿ تولوا ﴾ مقطوعاً.
ويحتمل أن يكون العامل ﴿ تولوا ﴾ ويكون تقدير الكلام فقلت، أو يكون قوله ﴿ قلت لا أجد ما أحملكم عليه ﴾ بمنزلة وجدوك في هذه المحال.
وفي الكلام اختصار وإيجاز ولا يدل ظاهر الكلام على ما اختصر منه، وقال الجرجاني في النظم له إن قوله ﴿ قلت ﴾ في حكم المعطوف تقديره وقلت، و﴿ حزناً ﴾ نصب على المصدر، وقرأ معقل بن هارون " لنحملهم " بنون الجماعة. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon