قال له الرسول عليه السَّلام :" إن الله قد عذرك " فقال : والله لأحفرن بعرجتي هذه في الجنة ؛ إلى أمثالهم حسب ما تقدّم في هذه السورة من ذكرهم رضي الله عنهم.
وقال عبد الله بن مسعود : ولقد كان الرجل يؤتى به يُهادى بين الرجلين حتى يُقام في الصف.
الثانية قوله تعالى :﴿ إِذَا نَصَحُواْ ﴾ النصح إخلاص العمل من الغش.
ومنه التوبة النصوح.
قال نَفْطَوَيْه : نصح الشيء إذا خلص.
ونصح له القول أي أخلصه له.
وفي صحيح مسلم عن تميم الدّاريّ أن النبيّ ﷺ قال :" "الدين النصيحة" ثلاثاً.
قلنا لمن؟ قال :"لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم" " قال العلماء : النصيحة لله إخلاص الإعتقاد في الوحدانية، ووصفُه بصفات الألوهية، وتنزيهه عن النقائص والرغبة في مَحابّه والبعد من مساخطه.
والنصيحة لرسوله : التصديق بنبوّته، والتزام طاعته في أمره ونهيه، وموالاة من والاه ومعاداة من عاداه، وتوقيره، ومحبته ومحبة آل بيته، وتعظيمه وتعظيم سنته، وإحياؤها بعد موته بالبحث عنها، والتفقه فيها والذبّ عنها ونشرها والدعاء إليها، والتخلّق بأخلاقه الكريمة صلى الله عليه وسلم.
وكذا النصح لكتاب الله : قراءته والتفقه فيه، والذب عنه وتعليمه وإكرامه والتخلق به.
والنصح لأئمة المسلمين : ترك الخروج عليهم، وإرشادهم إلى الحق وتنبيههم فيما أغفلوه من أُمور المسلمين، ولزوم طاعتهم والقيام بواجب حقهم.
والنصح للعامة : ترك معاداتهم.
وإرشادُهم وحب الصالحين منهم، والدعاء لجميعهم وإرادة الخير لكافتهم.
وفي الحديث الصحيح :" مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ".
الثالثة قوله تعالى :﴿ مَا عَلَى المحسنين مِن سَبِيلٍ ﴾ ﴿ مِن سَبِيلٍ ﴾ في موضع رفع اسم "ما" اي من طريق إلى العقوبة.
وهذه الآية أصل في رفع العقاب عن كل محسن.


الصفحة التالية
Icon