ومنقبة شريفة لأنهم نصروا رسول الله ( ﷺ ) على أعدائه وآووه وواسوه وآووا أصحابه وواسوهم فلذلك أثنى الله عليهم ومدحهم فقال سبحانه وتعالى :﴿ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ﴾.
قوله تعالى :﴿ والذين اتبعوهم بإحسان ﴾ قيل : هم بقية المهاجرين والأنصار سوى السابقين الأولين فعلى هذا القول، يكون الجميع من الصحابة.
وقيل : هم الذين سلكوا سبيل المهاجرين والأنصار في الإيمان والهجرة والنصرة إلى يوم القيامة وقال عطاء هم الذين يذكرون المهاجرين والأنصار فيترحمون عليهم ويدعون لهم ويذكرون محاسنهم ( ق ) عن عمران بن حصين أن النبي ( ﷺ ) قال " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثاً ( ق ) عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( ﷺ ) " لا تسبوا أصحابي فلو أن أحداً " وفي رواية " أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
أراد بالقرن في الحديث الأول أصحابه.
والقرن الأمة من الناس يقارن بعضهم بعضاً واختلفوا في مدته من الزمان.
فقيل : من عشر سنين إلى عشرين.
وقيل : من مائة إلى مائة وعشرين سنة.
والمد : المذكور في الحديث الثاني هو ربع صاع.
والنصيف : نصفه.
والمعنى : لو أن أحداً عمل مهما قدر عليه من أعمال البر والإنفاق في الحاجة.
وقوله سبحانه وتعالى :﴿ رضى الله عنهم ورضوا عنه ﴾ يعني رضى أعمالهم ورضوا عنه بما جازاهم عليها من الثواب وهذا اللفظ عام يدخل فيه كل الصحابة ﴿ وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ﴾. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon