وقال الشيخ الشعراوى :
﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ﴾
و" السابق " هو الذي حصل منه الفعل - بصدد ما هو فيه - قبل غيره، وكلنا والحمد لله مؤمنون، ومن أمنوا أولاً، ومن آمنوا بعد ذلك كلهم مؤمنون، لكنْ هناك أناس سبقوا إلى الإيمان، فهل كان سبقهم سبق زمان أم سبق اتباع؟ إن سبق الزمان يتحدد في الذين عاصروا رسول الله ﷺ، فإن ظن ظان أن المقصود بالسابقين هم الذين سبقونا سبق زمان، فقد يقول منا قائل : وما ذنبنا نحن وقد جئنا بعد زمانهم؟
ولذلك نقول : إنما السبق يعتبر من معاصر، أي : كان معهم أناس غيرهم وهم سبقوهم ؛ ولذلك جاء القول :﴿ مِنَ المهاجرين ﴾ ونعلم أن الذين هاجروا مع الرسول لم يكن كل مسلمي مكة، وجاء قوله :﴿ مِنَ المهاجرين والأنصار ﴾ وأيضاً لم يكن كل الأنصار من أهل المدينة هم من السابقين.
وينحصر المعنى في الذين سبقوا إلى الإيمان في مكة، وسبقوا إلى النصرة في المدينة، هؤلاء هم ﴿ السابقون ﴾.
وفي سورة الواقعة يقول الحق :﴿ والسابقون السابقون * أولئك المقربون * فِي جَنَّاتِ النعيم ﴾ [ الواقعة : ١٠-١٢ ]
ثم يأتي من بعدهم في المرتبة :﴿ وَأَصْحَابُ اليمين مَآ أَصْحَابُ اليمين ﴾ [ الواقعة : ٢٧ ]
ثم يحدد الحق هؤلاء فيقول :﴿ ثُلَّةٌ مِّنَ الأولين * وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخرين ﴾ [ الواقعة : ١٣-١٤ ]


الصفحة التالية
Icon