" فصل "
قال السيوطى :
﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾
أخرج أبو عبيد وسنيد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن حبيب الشهيد عن عمرو بن عامر الأنصاري. أن عمر بن الخطاب قرأ " والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان " فرفع الأنصار ولم يلحق الواو في الذين، فقال له زيد بن ثابت : والذين. فقال عمر : الذين. فقال زيد : أمير المؤمنين اعلم. فقال عمر رضي الله عنه : ائتوني بأُبي بن كعب، فأتاه فسأله عن ذلك؟ فقال أبي : والذين. فقال عمر رضي الله عنه : فنعم إذن فتابع أُبيا.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي قال : مر عمر رضي الله عنه برجل يقرأ ﴿ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ﴾ فأخذ عمر بيده فقال : من أقرأك هذا؟ قال : أبي بن كعب. قال : لا تفارقني حتى أذهب بك إليه، فلما جاءه قال عمر : أنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا؟ قال : نعم. قال : وسمعتها من رسول الله ﷺ ؟ قال : نعم. قال : لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا! فقال أبي : تصديق ذلك في أول سمرة الجمعة ﴿ وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ﴾ [ الجمعة : ٣ ] وفي سورة الحشر ﴿ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإِخواننا الذين سبقونا بالإِيمان ﴾ [ الحشر : ١٠ ] وفي الأنفال ﴿ والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم ﴾ [ الأنفال : ٧٥ ].


الصفحة التالية
Icon