وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في هذه الآية قال : ما بال أقوام يتكلفون علم الناس، فلان في الجنة وفلان في النار، فإذا سألت أحدهم عن نفسه قال : لا أدري ! لعمري أنت بنصيبك أعلم منك بأحوال الناس، ولقد تكلفت شيئاً ما تكلفه الأنبياء قبلك ! قال نبيّ الله نوح عليه السلام :﴿ قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾، وقال نبي الله شعيب عليه السلام :﴿ بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ﴾. وقال تعالى لنبيه ﷺ :﴿ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ﴾.
لطيفة :
قوله تعالى :﴿ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ﴾ عطف على :﴿ مِمَّنْ حَوْلَكُمْ ﴾ عطف مفرد على مفرد.
وقوله تعالى :﴿ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ ﴾ إما جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب، مسوقة لبيان علوّهم في النفاق إثر بيان اتصافهم به، وإما صفة للمبتدأ المذكور فصل بينها وبينه به عطف على خبره، وإما صفة لمحذوف أقيمت هي مقامه، وهو مبتدأ خبره.
﴿ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ﴾ والجملة عطف على الجملة السابقة، أي : ومن أهل المدينة قوم مردوا على النفاق - أفاده أبو السعود -. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٨ صـ ٥٠٢ ـ ٥٠٤﴾