وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ الله هُوَ يَقْبَلُ التوبة عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصدقات ﴾
يعني : ويقبل الصدقات.
ومعناه : وما منعهم عن التوبة والصدقة، فكيف لم يتوبوا ولم يتصدقوا؟ ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده والصدقة؟ وروى أبو هريرة، عن رسول الله ﷺ أنه قال :" إنَّ الله يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ إذَا كَانَتْ مِنْ طَيِّبٍ، فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أحَدُكُمْ فَصِيلَهُ أوْ مُهْرَهُ، حَتَّى تَكُونَ اللُّقْمَةُ مِثْلَ أحُدٍ " ﴿ وَأَنَّ الله هُوَ التواب الرحيم ﴾ يعني : المتجاوز لمن تاب الرحيم بالمؤمنين. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ أَلَمْ يعلموا أَنَّ الله هُوَ يَقْبَلُ التوبة عَنْ عِبَادِهِ ﴾
ومعنى أخذ الصدقات. قبولها.
الشافعي عن سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال : سمعت أبا القاسم ﷺ قال :" والذي نفسي بيده ما من عبد يتصدق بصدقة من كسب قوته ولا يقبل الله [ عمله ] ولا يصعد الى السماء إلاّ طيّب إلاّ كان إنما يضعها في يدي الرحمن فيربيها كما يربي أحدكم فلوه حتى أن [ اللقمة ] لتأتي يوم القيامة وإنها كمثل الجبل العظيم ". ثم قرأ :﴿ أنَّ الله هُوَ يَقْبَلُ التوبة عَنْ عِبَادِهِ ﴾، وتصديق ذلك في كتاب الله المنزل ﴿ يَمْحَقُ الله الربا وَيُرْبِي الصدقات ﴾ [ البقرة : ٢٧٦ ]. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾