وقال القاسمى :
﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾
هذا تهييج إلى التوبة والصدقة اللتين كلٌّ منهما يحط الذنوب ويمحصها ويمحقها، وإخبار بأن كل من تاب إليه، تاب عليه، ومن تصدق تقبل منه.
تنبيهات :
الأول : الضمير في :﴿ يَعْلَمُوا ﴾ للمتوب عليهم، فيكون ذكر قبول توبتهم، مع أنه تقدم ما يشير إليه، تحقيقاً لما سبق من قبول توبتهم، وتطهير الصدقة وتزكيتها لهم، وتقريراً لذلك، وتوطيناً لقلوبهم ببيان أن المتولي لقبول توبتهم، وأخذ صدقاتهم هو الله سبحانه، وإن أسند الأخذ والتطهير والتزكية، إليه ﷺ.
قال أبو مسلم : المقصود من الإستفهام التقرير في النفس، ومن عادة العرب، في إيهام المخاطب وإزالة الشك عنه، أن يقول : أما علمت أن من علمك يجب عليك خدمته ؟ أما علمت أن من أحسن إليك يجب عليك شكره ؟ فبشّر تعالى هؤلاء التائبين بقبول توبتهم وصدقاتهم. انتهى.
وجوز عَود الضمير لغيرهم من المنافقين فالإستفهام توبيخٌ وتقريعٌ لهم على عدم التوبة، وترغيب فيها، وإزالة لما يظنون من عدم قبولها وقرئ بالتاء.
وهو على الأول التفات، وعلى الثاني بتقدير قل، ويجوز أن يكون الضمير للمنافقين والتائبين معاً، للتمكن والتخصص.
الثاني : الضميرـ أعني هوـ إما للتأكيد، أو له مع التخصص، بمعنى أنه يفعل ذلك البتة، لأن ضمير الفصل يفيد ذلك، والخبر المضارع من مواقعه.