وقال الثعلبى :
﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ ﴾
اختلف القرآء به فقرأ نافع وأهل الشام : أُسس بنيانه بضم الهمزة والنون على غير تسمية الفاعل، وذكر أبو حاتم عن زيد بن ثابت، وقرأ عمارة بن صايد : أسس بالمد وفتح السين والنون في وزن آمَنَ، وكذلك الثانية وآسس وأُسّس واحد افعل وفعل يتقاربان في التعدية. وقرأ الباقون بفتح الهمزة وتشديد السين الأُولى على تسمية الفاعل واختاره أبو عبيد وأبو حاتم.
﴿ على تقوى مِنَ اللَّهِ ﴾ وقرأ عيسى بن عمرتقوىً من الله منوّناً ﴿ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ على شَفَا ﴾ أي شفير وقال أبو عبيد : الشفا الحد وتثنيته : الشفوان.
﴿ جُرُفٍ ﴾ قرأ عاصم وحمزة بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتثقيل وهما لغتان وهو السير الي لم تطؤ. قال أبو عبيدة : هو الهوّة وما يجرفه السيل من الأودية ﴿ هَارٍ ﴾ أي هائر وهو الساقط الذي يتداعى بعضه في أثر بعض كما ينهار الرمل والشيء الرخو. يقال هو من المقلوب يقلب ويؤخر ياؤها فيقال هار [ ولات ] كما يقال شاكي السلاح وشائك السلاح وعاق وعائق، قال الشاعر :
ولم يعقني عن هواها عاق....