وقال ابن عطية :
قوله :﴿ أفمن أسس بنيانه ﴾ الآية
استفهام بمعنى تقرير، وقرأ نافع وابن عامر وجماعة " أَسس بنيانُه " على بناء " أسس " للمفعول ورفع " بنيان " فيهما، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وجماعة " أسس بنيانَه " على بناء الفعل للفاعل ونصب " بنيان " فيهما، وقرأ عمارة بن ضبا رواه يعقوب الأول على بناء الفعل للمفعول والثاني على بنائه للفاعل، والآية تتضمن معادلة بين شيئين، فإما بين البناءين وإما بين البانين، فالمعادلة الأولى هي بتقدير أبناء من أسس، وقرأ نصر بن علي ورويت عن نصر بن عاصم :" أفمن أس بنيانه " على إضافة " أس " إلى " بنيان " وقرأ نصر بن عاصم وأبو حيوة أيضاً " أساس بنيانه " وقرأ نصر بن عاصم أيضاً " أُسُس بنيانه " على وزن فُعُل بضم الفاء والعين وهو جمع أساس كقذال وقذل حكى ذلك أبو الفتح، وذكر أبو حاتم أن هذه القراءة لنصر إنما هي " أَسَسُ " بهمزة مفتوحة وسين مفتوحة وسين مضمومة، وعلى الحكايتين فالإضافة إلى البنيان، وقرأ نصر بن علي أيضاً " أساس " على جمع " أس " و" البنيان " يقال بنى بيني بناء وبنياناً كالغفران فسمي به المبنى مثل الخلق إذا أردت به المخلوق، وقيل هو جمع واحدة بنيانة، وأنشد في ذلك أبو علي :[ الطويل ]
كبنيانة القاري موضع رجلها... وآثار نسعيها من الدق أبلق