التعبير ( مما تعدون ) يجعل قيم حركة المقياس أساسية فيقيم علاقة ثابتة في نظام معزول عن التأثير الخارجي مثل كافة قوانين حركة الأجسام، وهو يفيد معنى الظن غير المطابق للحقيقة فيدل بمعناه على حركة الأرض حول الشمس وحركة النجوم الثوابت بخلاف ما يعدون، قال جوهري :" أرضنا ( إذن ) دائرة غير دائرة نحن نراها ساكنة ولكنها دائرة لا تهدأ " [ ٣٤ ]، " ومن جملة سيارات شمسنا هذه الأرض التي نحن عليها والقمر ملتزم بها ويدور عليها ومعها على الشمس " [ ٣٥ ]، إذن :" دوران الأرض حول الشمس ليس غير مخالف للقرآن فحسب بل له منه دلائل " [ ٣٦ ]، وقال الألوسي :" فيه دليل على أن الشمس متحركة.. على مركز آخر كما تتحرك الأرض عليها " [ ٣٧ ]، وأن :" للثوابت حركة " [ ٣٨ ]، وفي قوله تعالى :" لاَ الشّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلّيْلُ سَابِقُ النّهَارِ وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " يس ٤٠ ؛ قال القاسمي :" التنوين في لفظ ( كُلٌّ ) عوض عن الإضافة ( للأجرام ) والمعنى كل واحد من ( أجرام السماء كالشمس والقمر ) في فلك خاص به يسبح بذاته " [ ٣٩ ]، وقال ابن عاشور :" المراد تعميم هذا الحكم للشمس والقمر وجميع الأجرام وهي حقيقة علمية سبق بها القرآن " [ ٤٠ ]، وكل البشر يعاينون آيات السماوات كالشمس والقمر تمر عليهم، ولكن القرآن يجعل سكون الأرض نسبي دالا على حركتيها اليومية والسنوية بتقريره أنهم هم الذين ( يَمُرّونَ ) على آيات السماوات وهم على ظهرها كما يمرون على آيات الأرض وهم على ظهر المركوبات السيارة ولا يعتبرون، يقول تعالى :" وَكَأَيّن مّن آيَةٍ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ " يوسف ١٠٥.
( ٩ ) دليل في تاريخ الوحي على وحدانية المبدع القدير :