في تاريخ الوحي ما يؤيد أن تعبير " يوما واحدا عند الرب كألف سنة " يعني :" سرعة مجيء يوم الرب " ٢ بطرس ٣٢-١٤، وهي أقصى سرعة في الكون كله حيث يقع الهلاك بغتة لا يسبقه نذير ؛ ولذا وفق تعبير الكتاب :" سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها " ٢ بطرس ٣٢-١٤، والكون كله بسمواته وأرضه قائم بأمر الله ( كن ) منذ بدء الخلق :" السماوات كانت منذ القديم والأرض بكلمة الله قائمة " ٢ بطرس ٣٢-١٤، فيرجع الكون كله إلى نفس هيئته الأولى وإن تباينت اليوم الأشكال وبنفس مقدار مادة البناء الأساسية ذات السرعة المقدرة الواحدة التي لا تتجاوزها قوة وإن كانت هائلة لأن كل شيء وجد بأمر واحد هو كلمة الله القدير ( كن )، ووحدة السرعة الحدية للانتقال في الكون وثباتها مظهر في الكتاب للتقدير وسرمدية الخالق ووحدانيته لذا قال :" من قبل أن توجد الجبال أو أبدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت الله.. لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم " ؛ وإن بالغ الكاتب فنقض ثبات التقدير بقوله " لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر وكهزيع من الليل " المزامير ٩٠٢-٤، وفي الكتاب أمر الله قد أتى وقوى الدمار تقترب مسرعة :" ولولوا لأن يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء " إِشَعْيَاء ١٣٦، " ليرتعد جميع سكان الأرض لأن يوم الرب قادم " يوئيل ٢١، " كلص في الليل هكذا يجيء لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتةً كالمخاض للحبلى فلا ينجون " ١تسالونيكي ٥٢و٣، " قريب يوم الرب العظيم قريب وسريع جدا " صفنيا ١١٤.
( ١٠ ) أصالة القرآن وتكميل ما سبق :


الصفحة التالية
Icon