ولما ذكر المبيع أتبعه الثمن فقال :﴿بأن لهم الجنة﴾ أي خاصة بهم مقصورة عليهم، لا يكون لغير مؤمن، فميزهم حتى يقابل كل بما يستحقه، فكأنه قيل : اشترى منهم ذلك بماذا؟ فقيل :﴿يقاتلون في سبيل الله﴾ أي الملك الأعلى بسبب دينه الذي لا يرضي غيره، قتالاً يكون الدين محيطاً به وظرفاً، فلا يكون فيه شائبة لغيره ؛ ثم سبب عن ذلك ما هو حقيق به، فقال :﴿فيقتلون و يقتلون﴾ أعم من يكون ذلك بالقوة أو بالفعل، فيخصهم بالجنة كما وعدهم، وقراءة حمزة والكسائي بتقديم المبني للمفعول أمدح، لأن من طلب الموت - لا يقف له خصمه فيكون المعنى : فطلبوا أن يكونوا مقتولين فقتلوا أقرانهم، ويجوز أن يكون النظر إلى المجموع فيكون المعنى أنهم يقاتلون بعد رؤية مصارع أصحابهم من غير أن يوهنهم ذلك، وعن بعض الأعراب أنه لما سمع هذه الاية قال : بيع والله مربح! لا نقيل ولا نستقيل، فخرج إلى الغزو فاستشهد.