وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ مَا كَانَ لأهْلِ المدينة وَمَنْ حَوْلَهُمْ مّنَ الأعراب ﴾
يعني : المنافقين الذين بالمدينة وحوالي المدينة.
﴿ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ الله ﴾ في الغزو ﴿ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ﴾، يعني : لا ينبغي أن يكونوا بأنفسهم أبرّ وأشفق من نفس محمد صلى الله عليه وسلم.
وأن يتركوا محبته، ويقال :﴿ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ ﴾، يعني : بإبقاء أنفسهم على نفسه، يعني : ينبغي لهم أن يتبعوه حينما يريد.
﴿ ذلك ﴾، يعني : النهي عن التخلف، ويقال : ذلك التحضيض الذي حضّهم عليه.
﴿ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ﴾ في غزوهم ﴿ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ ﴾، يعني : ولا تعب ولا مشقة في أجسادهم.
ثم قال :﴿ وَلاَ مَخْمَصَةٌ ﴾، يعني : مجاعة.
﴿ فِى سَبِيلِ الله وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئًا ﴾، يعني : أرضاً وموضعاً من سهل أو جبل.
﴿ يَغِيظُ الكفار ﴾، يعني : يحزن الكفار، ﴿ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوّ نَّيْلاً ﴾، يعني : لا يصيبون من عدو قتلاً أو غارة أو هزيمة، ﴿ إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ﴾، يعني : ثواب عمل صالح، يعني : يضاعف حسناتهم على حسنات القاعدين ﴿ إِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المحسنين ﴾، يقول : لا يبطل ثواب المجاهدين.
وفي هذه الآية دليل أن ما أصاب الإنسان من الشدة يكتب له بذلك ثواب قال بعضهم : لا يكتب له بالشدة ثواب، ولكن يحط عنه الخطيئة، وقال بعضهم : لا يكون بالمشقة أجر، ولكن بالصبر على ذلك. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon