قال ابن العربيّ : وهذا تحكم على الله تعالى وتضييق لسعَة رحمته، وقد عاب بعض الناس فقال : إنهم يُعطون الثواب مضاعفاً قطعاً، ونحن لا نقطع بالتضعيف في موضع فإنه مبنيّ على مقدار النيات، وهذا أمر مُغَيّب، والذي يُقطع به أن هناك تضعيفاً وربّك أعلم بمن يستحقه.
قلت : الظاهر من الأحاديث والآي المساواةُ في الأجر ؛ منها قوله عليه السلام :" من دل على خير فله مثل أجر فاعله " وقوله :" من توضأ وخرج إلى الصلاة فوجد الناس قد صلّوا أعطاه الله مثل أجر من صلاها وحضرها " وهو ظاهر قوله تعالى :﴿ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى الله وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الموت فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ الله ﴾.
وبدليل أن النية الصادقة هي أصل الأعمال، فإذا صحت في فعل طاعة فعجز عنها صاحبها لمانع منع منها فلا بُعْد في مساواة أجر ذلك العاجز لأجر القادر الفاعل ويزيد عليه ؛ لقوله عليه السلام :" نية المؤمن خير من عمله " والله أعلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٨ صـ ﴾