ولما كان من العلم بشارة ومنه نذارة، وكان الإنسان - لما فيه من النقصان - أحوج شيء إلى النذارة، خصها بالذكر فقال عطفاً على نحو : ليخافوا في أنفسهم فيعملوا في خلاصها :﴿ولينذروا قومهم﴾ أي يحذروهم ما أمامهم من المخاوف إن فرطوا في جانب التقوى ﴿إذا رجعوا إليهم﴾ أي ما أنذرهموه الرسول ـ ﷺ ـ ويبشروهم بما بشرهم به ؛ ثم بين غاية العلم مشيراً إلى أن من جعل له غاية غيرها من ترفع أو افتخار فقد ضل ضلالاً كبيراً، فقال موجباً لقبول خبر من بلغهم :﴿لعلهم﴾ أي كلهم ﴿يحذرون﴾ أي ليكون حالهم حال أهل الخوف من الله بما حصلوا من الفقه لأنه أصل كل خير، به تنجلي القلوب فَتقبل على الخير وتعرض عن الشر، فإن الحذر تجنب الشيء لما فيه من الضرر، والمراد بالفقه هنا حفظ الكتاب والسنة وفهم معانيهما من الأصول والفروع والآداب والفضائل، وقال الرماني : الفقه فهم موجبات المعاني المضمنة بها من غير تصريح بالدلالة عليها. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٤٠٢ ـ ٤٠٣﴾


الصفحة التالية
Icon