وقال القرطبى :
﴿ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا ﴾
"ما" صلة، والمراد المنافقون.
﴿ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هذه إِيمَاناً ﴾ قد تقدّم القول في زيادة الإيمان ونقصانه في سورة "آل عمران".
وقد تقدّم معنى السورة في مقدمة الكتاب، فلا معنى للإعادة.
وكتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز "إن للإيمان سنناً وفرائض من استكملها فقد استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان" قال عمر بن عبد العزيز :"فإن أعِشْ فسأبيّنها لكم، وإن أمت فما أنا على صُحبتكم بحريص".
ذكره البخاريّ.
وقال ابن المبارك : لم أجد بُداً من أن أقول بزيادة الإيمان، وإلاَّ رددت القرآن. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٨ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله :﴿ وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيماناً ﴾
يعني : وإذا أنزل الله سورة من سورة القرآن فمن المنافقين من يقول يعني يقول بعضهم لبعض أيكم زادته هذه يعني السورة إيماناً يعني تصديقاً ويقيناً وإنما يقول ذلك المنافقون استهزاء وقيل : يقول ذلك المنافقون لبعض المؤمنين فقال سبحانه وتعالى :﴿ فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً ﴾ يعني تصديقاً ويقيناً وقربة من الله، ومعنى الزيادة، ضم شيء إلى آخر من جنسه مما هو في صفته فالمؤمنون إذا أقروا بنزول سورة القرآن عن ثقة واعترفوا أنها من عند الله زادهم ذلك القرار والاعتراف إيماناً وقد تقدم بسط الكلام على زيادة الإيمان في أول سورة الأنفال ﴿ وهم يستبشرون ﴾ يعني أن المؤمنين يفرحون بنزول القرآن شيئاً بعد شيء لأنهم كلما نزل ازدادوا إيماناً وذلك يوجب مزيد الثواب في الآخرة كما تحصل الزيادة في الإيمان بسبب نزول القرآن كذلك تحصل الزيادة في الكفر وهو قوله سبحانه ﴿ وأما الذين في قلوبهم مرض ﴾. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon