وقال السمرقندى :
﴿ فَإِن تَوَلَّوْاْ ﴾
يعني : إن أعرضوا عنك ولم يؤمنوا بك، ﴿ فَقُلْ حَسْبِىَ الله ﴾ يعني قل : كفاني الله وفوضت أمري إلى الله ووثقت به.
﴿ لاَ إله إِلاَّ هُوَ ﴾، يعني : لا ناصر ولا رازق ولا معين إلاّ هو.
﴿ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ﴾، يعني : به أثق ﴿ وَهُوَ رَبُّ العرش العظيم ﴾، يعني : خالق السرير العظيم أعظم من السموات والأرض.
وقرأ بعضهم ﴿ العظيم ﴾ بالرفع فجعل العظيم من نعت الله تعالى، وقراءة العامة ﴿ العظيم ﴾ بالخفض ويكون العظيم نعتاً للعرش.
وذكر عن عثمان بن عفان أنه لما جمع القرآن في المصحف، كان لا يثبت آية في المصحف حتى يشهد بها رجلان، فجاء خزيمة بن ثابت بهاتين الآيتين ﴿ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ ﴾ إلى آخر السورة، فلم يطلب منه البينة وأثبته في المصحف.
وروي عن حذيفة أنه قال : يسمون سورة براءة سورة التوبة وهي سورة العذاب.
عن ابن عباس أنه قال : كنا نسميها الفاضحة، فما زالت تنزل في المنافقين ومنهم، حتى أشفق كل واحد على نفسه ؛ والله أعلم بالصواب. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ فَإِن تَوَلَّوْاْ ﴾
أعرضوا عن الإيمان وناصبوك ﴿ فَقُلْ حَسْبِيَ الله لا إله إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العرش العظيم ﴾ قراءة العامة بخفض الميم على العرش، وقرأ ابن محيصن : العظيم بالرفع على نعت الربّ، وقال الحسين بن الفضل : لم يجمع اللههِلأحد من الأنبياء بين اسمين من أسمائه إلاّ للنبي ﷺ فإنه قال :﴿ بالمؤمنين رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ وقال تعالى :﴿ إِنَّ الله بالناس لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ البقرة : ١٤٣ ].
وقال يحيى بن جعدة : قال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : لا تثبت آية في المصحف حتى يشهد عليها رجلان فجاء رجل من الأنصار بالآيتين من آخر سورة التوبة ﴿ لَقَدْ جَآءَكُمْ ﴾ فقال عمر : والله لا أسألك عليها بيّنة، كذلك كان رسول الله ﷺ فأثبتهما، وهي آخر آية نزلت من السماء في قول بعضهم، وآخر سورة كاملة نزلت سورة براءة.
أخبرنا أبو عبد الله بن حامد، عن محمد بن الحسن عن علي بن عبد العزيز عن حجاج عن همام. عن قتادة قال : إن آخر القرآن عهداً بالسماء هاتان الآيتان خاتمة براءة ﴿ لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ ﴾ إلى قوله ﴿ رَبُّ العرش العظيم ﴾.
أُبي بن كعب : إن أحدث القرآن عهداً بالله تعالى ﴿ لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ ﴾ إلى آخر السورة. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾