وقال الماوردى :
﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ﴾
أي شك.
﴿ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : إثماً إلى إثمهم، قاله مقاتل.
الثاني : شكاً إلى شكِّهم، قاله الكلبي.
الثالث : كفراً إلى كفرهم، قاله قطرب. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
﴿ وَأَمَّا الذين فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ﴾
و﴿ الذين في قلوبهم مرض ﴾ هم المنافقون، وهذا تشبيه وذلك أن السالم المعتقد المنشرح الصدر بالإيمان يشبهه الصحيح، والفاسد المعتقد يشبهه المريض، ففي العبارة مجاز فصيح لأن المرض والصحة إنما هي خاصة في الأعضاء، فهي في المعتقدات مجاز، و" الرجس " في هذه الآية عبارة عن حالهم التي جمعت معنى الرجس في اللغة، وذلك أن الرجس في اللغة يجيء بمعنى القذر ويجيء بمعنى العذاب، وحال هؤلاء المنافقين هي قذر وهي عذاب عاجل كفيل بآجل، وزيادة " الرجس إلى الرجس " هي عمههم في الكفر وخبطهم في الضلال يعاقبهم الله على الكفر والإعراض بالختم على قلوبهم والختم بالنار عليهم، وإذ كفروا بسورة فقد زاد كفرهم فلذلك زيادة رجس إلى رجسهم. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَأَمَّا الذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ﴾
أي شك وريب ونفاق.
وقد تقدم.
﴿ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إلى رِجْسِهِمْ ﴾ أي شكَّا إلى شكهم وكفراً إلى كفرهم.
وقال مقاتل : إثماً إلى إثمهم ؛ والمعنى متقارب. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٨ صـ ﴾