وقال الخازن :
قوله سبحانه ﴿ وأما الذين في قلوبهم مرض ﴾
أي شك ونفاق سمي الشك في الدين مرضاً لأنه فساد في القلب يحتاج إلى علاج كالمرض في البدن إذا حصل يحتاج إلى العلاج ﴿ فزادتهم ﴾ يعني السورة من القرآن ﴿ رجساً إلى رجسهم ﴾ يعني كفراً إلى كفرهم وذلك أنهم كلما جحدوا نزول سورة أو استهزؤوا بها ازدادوا كفراً مع كفرهم الأول وسمي الكفر رجساً لأنهم أقبح الأشياء وأصل الرجس في اللغة الشيء المستقذر ﴿ وماتوا ﴾ يعني هؤلاء المنافقين ﴿ وهم كافرون ﴾ يعني وهم جاحدون لما أنزل الله على رسوله ( ﷺ ).
قال مجاهد : في هذه الآية الإيمان يزيد وينقص وكان عمر يأخذ بيد الرجل والرجلين من أصحابه ويقول تعالوا حتى نزداد إيماناً.
وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : إن الإيمان يبدو لمعة بيضاء في القلب وكلما ازداد الإيمان عظماً ازداد ذلك البياض حتى يبيض القلب كله، وإن النفاق يبدو لمعة سوداء في القلب وكلما ازداد النفاق ازداد السواد حتى يسود القلب كله، وأن النفاق يبدو لمعة سوداء في القلب وكلما ازداد النفاق ازداد السواد حتى يسود القلب كله، وأيم الله لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض ولو شقتتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾