وقال السمرقندى :
﴿ أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ ﴾
قرأ حمزة :﴿ أَوْ لاَ تَرَوْنَ ﴾ بالتاء ؛ ويكون الخطاب للنبي ﷺ وأصحابه، وقرأ الباقون بالياء، يعني : المنافقون ولا يعتبرون.
﴿ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِى كُلّ عَامٍ ﴾، يقول يبتلون بإظهار ما في صدورهم من النفاق في كل عام.
﴿ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ ﴾ من نفاقهم وكفرهم في السر، ﴿ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾، يعني : لا يتعظون ولا يتفكرون.
قال الكلبي : كانوا ينقضون عهدهم في السنة مرة أو مرتين، فيعاقبون ثم يتوبون عن نقض العهد، وقال مقاتل : وذلك أنهم إذا خلوا، تكلموا بما لا يحل لهم.
فإذا أتوا النبي ﷺ، أخبرهم بما تكلموا به، فيعرفون أنه نبي.
ثم يأتيهم الشيطان فيحدثهم أنه يخبرهم بما بلغه عنهم، فيشكون فيه، فذلك قوله :﴿ يُفْتَنُونَ فِى كُلّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ﴾، يعني : يعرفون مرة أنه نبي وينكرون مرة أُخرى ﴿ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ ﴾ عن ذلك ﴿ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ فيما أخبرهم، ويقال :﴿ يُفْتَنُونَ ﴾ يعني : يبتلون بالأمراض والأسقام، ويعاهدون الله : لو زال عنا لفعلنا كذا وكذا، ثم لا يفون به ولا يتوبون من النفاق ﴿ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ أي لا يتعظون بما أنزل عليهم. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾