فصل
قال الفخر :
﴿ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا ﴾
اعلم أنه تعالى لما ذكر مخازي المنافقين وذكر أعمالهم القبيحة فقال : وإذا ما أنزلت سورة، فمن المنافقين من يقول أيكم زادته هذه إيماناً ؟ واختلفوا فقال بعضهم : يقول بعض المنافقين لبعض، ومقصودهم تثبيتهم قومهم على النفاق، وقال آخرون : بل يقولونه لأقوام من المسلمين، وغرضهم صرفهم عن الإيمان.
وقال آخرون : بل ذكروه على وجه الهزؤ، والكل محتمل.
ولا يمكن حمله على الكل، لأن حكاية الحال لا تفيد العموم.
ثم إنه تعالى أجاب فقال إنه حصل للمؤمنين بسبب نزول هذه السورة أمران، وحصل للكافرين أيضاً أمران.
أما الذي حصل للمؤمنين : فالأول : هو أنها تزيدهم إيماناً إذ لا بد عند نزولها من أن يقروا بها ويعترفوا بأنها حق من عند الله، والكلام في زيادة الإيمان ونقصانه قد ذكرناه في أول سورة الأنفال بالاستقصاء.
والثاني : ما يحصل لهم من الاستبشار.
فمنهم من حمله على ثواب الآخرة، ومنهم من حمله على ما يحصل في الدنيا من النصر والظفر، ومنهم من حمله على الفرح والسرور الحاصل بسبب تلك التكاليف الزائدة من حيث إنه يتوسل به إلى مزيد في الثواب. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٦ صـ ١٨٣﴾