وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ ﴾
من القرآن على رسول الله ﷺ، ﴿ فَمِنْهُمْ ﴾ ؛ أي من المنافقين ﴿ مَن يِقُولُ ﴾ بعضهم لبعض :﴿ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هذه ﴾ السورة ﴿ إيمانا ﴾، يعني : تصديقاً بهذه السورة مع تصديقكم استهزاء بها.
قال الله تعالى :﴿ فَأَمَّا الذين ءامَنُواْ ﴾ يعني : أصحاب محمد ﷺ، ﴿ فَزَادَتْهُمْ إيمانا ﴾ : يعني : تصديقاً بهذه السورة مع تصديقهم بالله تعالى وثباتاً على الإيمان.
﴿ وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾، يفرحون بما أنزل من القرآن.
قال الفقيه : حدثنا محمد بن الفضل، وأبو القاسم الشنابازي قالا : حدثنا فارس بن مردويه قال : حدثنا محمد بن الفضل العابد قال : حدثنا يحيى بن عيسى قال : حدثنا أبو مطيع، عن حماد بن سلمة، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : جاء وفد ثقيف إلى رسول الله ﷺ، فقالوا : يا رسول الله ﷺ الإيمان يزيد وينقص؟ قال :" لا، الإيمانُ مُكَمَّلٌ فِي القَلْبِ.
زِيَادَتُهُ وَنُقْصَانُهُ كُفْرٌ ".
قال الفقيه : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي قال : حدثنا أبو عمران المؤدب الدستجردي قال : حدثنا صخر بن نوح قال : حدثنا مسلم بن سالم، عن ابن الحويرث، عن عون بن عبد الله قال : سمعت عمر بن عبد العزيز يقول في خطبته : لو كان الأمر على ما يقول الشكاك الضلال ؛ إن الذنوب تنقص الإيمان، لأمسى أحدنا حين ينقلب إلى أهله وهو لا يدري ما ذهب من إيمانه أكثر أو أبقى. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾