" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. الر تلك آيات الكتاب )
اعلم أَنّ هذه السّورة مكِّيّة، بالاتِّفاق.
عدد آياتها مائة وعشر آيات عند الشاميِّين، وتسع عند الباقين.
وعدد كلماتها أَلف وأَربعمائة وتسع وتسعون كلمة.
وحروفها سبعة آلاف وخمس وستون.
والآيات المختلَف فيها أَربعة :﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ ﴿وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ﴾ و ﴿مِنَ الشَّاكِرِيْنَ﴾.
ومجموع فواصلها (ملْن) على الَّلام منها آية واحدة ﴿وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ﴾ وكلُّ آية على الميم قبل الميم ياء.
وسُمِّيت سورة يونس لما فى آخرها من ذكر كشف العذاب عن قوم يونس ببركة الإِيمان عند اليأْس فى قوله :﴿فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ﴾.
مقصود السّورة : إِثبات النبوّة، وبيان فساد اعتقاد الكفار فى حقِّ النَّبىّ صلَّى الله عليه وسلَّم والقرآن، وذكر جزائهم على ذلك فى الدّار الآخرة، وتقدير منازل الشَّمس والقمر لمصالح الخَلْق، وذمّ القانعين بالدّنيا الفانية عن النَّعيم الباقى، ومَدْح أَهل الإِيمان فى طلب الجنان ؛ واستعجال الكفَّار بالعذاب، وامتحان الحَقِّ تعالى خلقَه باستخلافهم فى الأَرض، وذكر (عدم تعقّل) الكفار كلام الله، ونسبته إِلى الافتراءِ والاختلاف، والإِشارة إِلى إبطال الأَصنام وعُبّادها، وبيان المِنَّة على العِباد بالنَّجاة من الهلاك فى البَرِّ والبَحْر، وتمثيل الدّنيا بنزول المطر، وظهور أَلوان النبات والأَزهار، ودعوة الخَلْق إِلى دار السّلام، وبيان ذُلِّ الكفَّار فى القيامة، ومشاهدة الخَلْق فى العُقْبَى ما قدّموه من طاعة ومعصية، وبيان أَنَّ الحقّ واحد، وما سواه باطل، وإِثبات البَعْث والقيامة بالبرهان، والحجّة الواضحة، وبيان فائدة


الصفحة التالية
Icon