بها لاهون في ألعابهم، مقبلون على لذاتهم، معرضون عما يأتيهم من قبلنا "أُولئِكَ" الذين هذا شأنهم وهو مبتدأ و"مَأْواهُمُ" مبتدأ ثاني وخبره "النَّارُ" وجملة المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول والجملة خبر "إن" التي هي بصدر هذه الآية لذلك لا يوقف على (غافلون) ولو كانت إشارة الوقف عليها لأن الكلام لا يتم بها وإشارة الوقف عبارة عن فاصلة فمنها ما يتم بها الكلام فيوقف عليها ومنها ما يوقف عليها، فيرجع القارئ إليها فيصلها بما بعدها ويقف على ما يصح عليه الوقف، وهذا كثير في القرآن العظيم إذ لا يخفى أن الخبر محط الفائدة وهو الذي يوقف عليه لا المبتدأ، والمعنى أن الموصوفين المذكورين الذين لا يرجون لقاء اللّه مصيرهم ومثواهم نار جهنم جزاء "بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ٨" من الأعمال الخبيثة في الدنيا والجار من/ بما/ متعلق بمحذوف تقديره جوزوا بكسبهم القبيح وجاء الرجاء بصدر هذه الآية بمعنى الخوف وهو كثير بلغة العرب، قال أبو ذؤيب :
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها.
أي لم يخفه والمراد من لقاء اللّه الرجوع إليه بالبعث بعد الموت والحساب المترتب عليه الجزاء بحسب الأعمال.
قال تعالى :
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ" في هذه الدنيا "يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ" في الآخرة إلى الجنات العالية "بِإِيمانِهِمْ" الخالص المؤدي إلى ذلك، فتراهم على الطريق السوي في الدنيا مدة لبثهم فيها، ويجعلون بسببه في الآخرة بمكان "تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ" أي من تحت منازلهم ومن بينها لينظروا إليها من أعالي أصرّتهم وشرفات قصورهم.
وقيل إنها تجري بين أيديهم وليس لشيء إلا أن يراد ما بين أيديهم (أمامهم) فإنه شيء يعتدّ به.