إنها تواجه ابتداء موقف المشركين في مكة من حقيقة الوحي إلى رسول اللّه - ( ﷺ ) - ومن هذا القرآن ذاته بالتبعية ; فتقرر لهم أن الوحي لا عجب فيه، وأن هذا القرآن ما كان ليفترى من دون الله: (الر تلك آيات الكتاب الحكيم. أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس، وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم، قال الكافرون إن هذا لساحر مبين).. (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات، قال الذين لا يرجون لقاءنا: ائت بقرآن غير هذا أو بدله. قل: ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي، إن أتبع إلا ما يوحى إلي، إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم. قل: لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به، فقد لبثت فيكم عمرا من قبله، أفلا تعقلون ؟ فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته ؟ إنه لا يفلح المجرمون).. (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله، ولكن تصديق الذي بين يديه، وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. أم يقولون افتراه ؟ قل: فأتوا بسورة مثله، وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين)..