فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة يونس
الكتاب : هو القرآن العظيم، والحكيم : ذو الحكمة، لاشتمال الكتاب عليها، والوحى : الإعلام الخفىّ لامرىء بما يخفى على غيره، والإنذار : الإخبار بما فيه تخويف، والتبشير : الإعلام المقترن بالبشارة بحسن الجزاء، والصدق : يكون فى الأقوال ويستعمل فى الأفعال، فيقال صدق فى القتال إذا وفّاه حقه، وكذب فيه إذا لم يفعل ذلك، ويطلق على الإيمان والوفاء وسائر الفضائل، وجاء فى التنزيل : مقعد صدق، ومدخل صدق، ومخرج صدق، وقدم صدق، ويراد بالقدم هنا السابقة والتقدم والمنزلة الرفيعة، سحر : أي يؤثّر فى القلوب ويجذب النفوس فهو جار مجرى السحر، ومبين : ظاهر
الخلق : لغة التقدير، واليوم لغة الوقت الذي يحدّه حدث يحدث فيه وإن كان ألوف السنين من أيام هذه الأرض الفلكية التي وجدت بعد خلق الليل والنهار، والعرش : مركز التدبير ولا نعلم كنهه ولا صفته، والتدبير : النظر فى أدبار الأمور وعواقبها لتقع على الوجه المحمود، وتدبير الأمر، أو القول : هو التفكر فيما وراءه وما يراد منه وينتهى إليه، والقسط : العدل، والحميم : الماء الشديد الحرارة.
الضوء والنور : بمعنى واحد لغة، والضوء أقوى من النور استعمالا بدليل هذه الآية، وقيل الضوء لما كان من ذاته كالشمس والنار، والنور لما كان مكتسبا من غيره، ويدل على ذلك قوله :" وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً " والسراج : نوره من ذاته، والضياء والضوء ما أضاء لك، وشعاع الشمس مركب من ألوان النور السبعة التي ترى فى قوس السحاب فهو سبعة أضواء، وقد كشف ترقى العلوم الفلكية عن ذلك، وكان الناس يجهلونه عصر التنزيل، والتقدير : جعل الشيء أو الأشياء على مقادير مخصوصة فى الذات أو الصفات أو الزمان أو المكان كما قال :


الصفحة التالية
Icon