وقال الإمام أبو جعفر النحاس :
تفسير سورة يونس
مكية وآياتها ١٠٩ آية
بسم الله الرحمن الرحيم سورة يونس وهي مكية ١ - قوله عز وجل آلر تلك آيات الكتاب الحكيم (آية ١) روى عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير في قول الله تعالى آلر قال أنا الله أرى قال أبو جعفر حدثنا علي بن الحسين قال نا الزعفراني قال نا علي بن الجعد قال نا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس آلر قال أنا الله أرى وفي رواية عكرمة عن ابن عباس آلر وحم ون حروف الرحمن مقطعة قال أبو جعفر قد بينا هذا في أول سورة البقرة ومعنى الحكيم عند أهل اللغة المحكم كما قال
تعالى هذا ما لدي عتيد أي معد ٢ - وقوله جل وعز أكان للناس عجبا ان أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس (آية ٢) روي انه يراد بالناس ها هنا أهل مكة لأنهم قالوا العجب الم يجد الله رسولا إلا يتيم أبى طالب فانزل الله جل وعز
أكان للناس عجبا ان أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس ٣ - ثم قال جل وعز وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم (آية ٢) قال ابن عباس أي منزل صدق وقيل القدم العمل الصالح وقيل السابقة ويروى عن الحسن أو قتادة قال القدم محمد ﷺ يشفع لهم
وقال أبو زيد رجل قدم أي شجاع وقال قتادة أي سلف صدق وقال مجاهد أي خير وفي رواية علي بن أبي طلحة عنه قال سبقت لهم السعادة في الذكر الأول وهذه الأقوال متقاربة والمعنى منزلة رفيعة ٤ - وقوله جل وعز ما من شفيع إلا من بعد إذنه (آية ٣) ولم يجر للشفيع ذكر لأنه قد عرف المعنى إذ كانوا يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قال الله جل وعز ما من شفيع إلا من بعد إذنه أي لا يشفع شفيع إلا لمن ارتضى ٥ - وقوله جل وعز وعد الله حقا إن يبدأ الخلق ثم يعيده (آية ٤)