وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع أنه يبدأ الخلق ثم يعيده قال أبو جعفر وفتحها يحتمل معنيين أحدهما لأنه والآخر وعد الله انه والقسط العدل ٦ - وقوله جل وعز هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل (آية ٥) ولم يقل وقدرهما لأن المقدر لعدد السنين والحساب القمر وهو ثمان وعشرون منزلة قال أبو إسحاق ويحتمل أن يكون المعنى وقدرهما ثم حذف كما قال نحن بما عندنا وانت بما عندك راض والرأي مختلف
٧ - وقوله جل وعز إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم (آية ٩) قال مجاهد أي يجعل لهم نورا يمشون به ويروى عن النبي ﷺ ما يقوي هذا أنه قال يتلقى المؤمن عمله في أحسن صورة فيؤنسه ويهديه ويتلقى الكافر عمله في اقبح صورة فيوحشه ويضله هذا معنى الحديث
٨ - وقوله جل وعز دعواهم فيها سبحانك اللهم (آية ١٠) أي دعاؤهم تنزيه الله جل وعز وتحيتهم فيها سلام أي يحيي بعضهم بعضا بالسلامة ويجوز ان يكون الله جل وعز يحييهم بالسلام إكراما لهم
٩ - ثم قال جل وعز وآخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين (آية ١٠) فخبر أن افتتاح دعائهم تنزيه الله وآخره شكره ١٠ - وقوله جل وعز ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم (آية ١١) قال مجاهد وهو دعاء الرجل عند الغضب على أهله وولده فلو عجل لهم ذلك لماتوا وقيل إته قولهم اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء فلو عجل لهم هذا لهلكوا ١١ - وقوله جل وعز وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما (آية ١٢)
ويجوز أن يكون المعنى وإذا مس الإنسان الضر مضطجعا أو قاعدا أو قائما دعانا ويجوز ان يكون التقدير دعانا على أحدى هذه الأحوال ١٢ - ثم قال جل وعز فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى