وقال الثعلبى :
﴿ وَإِذَا مَسَّ ﴾
أصاب ﴿ الإنسان الضر ﴾ الشدة والجهد ﴿ دَعَانَا لِجَنبِهِ ﴾ على جنبه مضطجعاً ﴿ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً ﴾ فإنما يريد جميع حالاته لأن الإنسان لا يعدو أحد هذه الخلال ﴿ فَلَمَّا كَشَفْنَا ﴾ رفعنا وفرجنا ﴿ عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إلى ضُرٍّ مَّسَّهُ ﴾ أي استمر على طريقته الأولى، قيل : أن يصيبه الضرّ ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء وترك الشكر والدعاء، قال الأخفش : كأن لم يدعُنا وكأن لم يلبثوا وأمثالها، كأن الثقيلة والشديدة كأنه لم يدعنا ﴿ كذلك ﴾ أي كما زيّن لهذا الإنسان الدعاء عند البلاء والإعراض عند الرخاء كذلك ﴿ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴾ الآية زين الجد في الكفر والمعصية ﴿ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ من الكفر والمعصية والإسراف يكون في النفس، وفي قراءة : ضيّع نفسه وجعلها عابد وثن وضيع ماله إذ جعله [ سائباً بلا خير ]، ومعنى الكلام أسرفوا في عبادتهم وأسرفوا في نفقاتهم. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾
وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ وَإِذَا مَسَّ الإنسَانَ الضُّرُّ دََعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قآئِماً ﴾
فيه وجهان :
أحدهما : أنه إذا مسه الضر دعا ربه في هذه الأحوال.
الثاني : دعا ربه فيكون محمولاً على الدعاء في جميع أحواله. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon