ولما كان كأنه قيل : فماذا أقول لهم؟ قال :﴿قل ما يكون﴾ أي يصح ويتصور بوجه من الوجوه ﴿لي﴾ ولما كان التبديل يعم القسمين الماضيين قال :﴿أن أبدله﴾ وقال :﴿من تلقاء﴾ أي عند وقِبَل ﴿نفسي﴾ إشارة إلى الرد عليهم في إنكار تبديل الذي أنزله بالنسخ بحسب المصالح كما أنزل أصله لمصلحة العباد مع نسخ الشرائع الماضية به، فأنتج ذلك قطعاً قوله :﴿إن أتبع﴾ أي بغاية جهدي ﴿إلاّ ما﴾ ولما كان قد علم أن الموحي إليه الله قال ﴿يوحى إلي﴾ أي سواء كان بدلاً أو أصلاً ؛ ثم علل ذلك بقوله مؤكداً لإنكارهم مضمونه :﴿إني أخاف﴾ أي على سبيل التجدد والاستمرار ﴿إن عصيت ربي﴾ أي المحسن إليّ والموجد لي والمربي والمدبر بفعل غير ما شرع لي ﴿عذاب يوم عظيم﴾ فإني مؤمن به غير مكذب ولا شاك كغيري ممن يتكلم من الهذيان بما لا يخاف عاقبته في ذلك اليوم، وإذا خفته - مع استحضار صفة الإحسان - هذا الخوف فكيف يكون خوفي مع استحضار صفة الجلال. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٤٢٥﴾