وقال القرطبى :
﴿ وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ﴾
تقدّم في "البقرة" معناه فلا معنى للإعادة.
وقال الزجاج : هم العرب كانوا على الشرك.
وقيل : كل مولود يولد على الفطرة، فاختلفوا عند البلوغ.
﴿ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ إشارة إلى القضاء والقدر ؛ أي لولا ما سبق في حكمه أنه لا يقضي بينهم فيما اختلفوا فيه بالثواب والعقاب دون القيامة لقضى بينهم في الدنيا، فأدخل المؤمنين الجنة بأعمالهم والكافرين النار بكفرهم، ولكنه سبق من الله الأجل مع علمه بصنيعهم فجعل موعدهم القيامة ؛ قاله الحسن.
وقال أبو رَوْق :"لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ" لأقام عليهم الساعة.
وقيل : لفرغ من هلاكهم.
وقال الكلبي :"الكلمة" أن الله أخّر هذه الأُمة فلا يهلكهم بالعذاب في الدنيا إلى يوم القيامة، فلولا هذا التأخير لقضى بينهم بنزول العذاب أو بإقامة الساعة.
والآية تسلية للنبيّ ﷺ في تأخير العذاب عمن كفر به.
وقيل : الكلمة السابقة أنه لا يأخذ أحداً إلا بحجة وهو إرسال الرسل ؛ كما قال :﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حتى نَبْعَثَ رَسُولاً ﴾ [ الإسراء : ١٥ ] وقيل : الكلمة قوله :" سبقت رحمتي غضبي " ولولا ذلك لما أخر العصاة إلى التوبة.
وقرأ عيسى "لقضى" بالفتح. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon