وقال ابن عطية :
﴿ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ﴾
هذه الآية تتضمن تعديد النعمة فيما هي الحال بسبيله من ركوب البحر، وركوبه وقت حسن الظن به للجهاد والحج متفق على جوازه، وكذلك لضروة المعاش بالصيد فيه أو لتصرف التجر، وأما ركوبه لطلب الغنى والاستكثار فمكروه عند الأكثر، وغاية مبيحة أن يقول وتركه أحسن، وأما ركوبه في ارتجاجه فمكروه ممنوع وفي الحديث :" من ركب البحر في ارتجاجه فقد برئت منه الذمة " وقال النبي ﷺ " البحر لا أركبه أبداً " وقرأ جمهور القراء من السبعة وغيرهم " يسيركم " قال أبو علي وهو تضعيف مبالغة لا تضعيف تعدية، لأن العرب تقول : سرت الرجل وسيّرته ومنه قول الهذلي :[ الطويل ]
فلا تجزعنْ من سُنة أنت سرتها... وأول راض سنة من يسيرها